29 August 2013
تطور الفن في العالم العربي بشكل ملحوظ في الاوان الاخيرة
، حتى ان الفنانين العرب عاصروا الفن باشكاله واونواعه وتميزوا بمشاركاتهم الدولية ومعارضهم الرائعة. في بيينالي البندقية هذا العام من اكثر الاجنحة العربية التي شدتني انتباها هو الجناح العراقي الذي تميز بإسلوبه ونمطه العراقي الاصيل تحت مسمى ” مرحبا في العراق”.
فالجناح العراقي عبارة عن منزل متاكمل بغرفه وصالاته وحتى مطبخه الذي يقدم للزوار الشاي العراقي. وقد ضمت غرفه وصالاته اعمال فنية لفنانيين عراقين يعيشون في البلاد وعبروا عن اعمالهم الفنية بشكل رائع ليثبتوا للعالم جمال العراق وسلامه وحتى يغيروا نظرة العالم التي اكتسبوها من خلال الاعلام ان العراق حربا ودما فقط ، ولكي يوصلوا اصواتهم الغير مسموعة من خلال اعمالهم الفنية التي تحكي قصصا كثيرة تجعل من الزائر يبقى متأملاً بها طويلا .
خلال التجوال في الجناح العراقي او بالاحرى “المنزل” العراقي ، اكثر ما اعجبت به هو اعمال المصور الفوتوغرافي العراقي جمال بنجويني، وهي عبارة عن سلسلة من الصور تتحت عنوان ” صدام هنا”. حيث انه صور مشاهد حية لاناس عاديين يقومون باعمالهم اليومية المعتادة حاملين صورة لصدام كقناع علي وجوههم ليخبر العالم انه ولو رحل صدام فمازالت الى الان روحه حاضرة.
وفي قاعة اخرى وضعت اعمال الفنان العراقي تايه ، وهي عبارة عن اثاث كامل مصنوع من الورق المقوى كالسرير والسجاد ورفوف المكتبه مصفوفة عليه كتب صنعت بشكل احترافي وجميل. واكثر القاعات التي اشعرتني حقا بالسلام والهدوء وبثت في نفسي الراحة هي احدى القاعات المزودة بمسجل عراقي قديم يطرب المسامع بمعزوفة عراقية جميلة جدا متماشيه مع اثاث المنزل الجميل ومقاعده المطرزه فوقها شالات من الصوف برائحة عراقية عبقة .
رغم بساطة الجناح العراقي وعدم تكلفه الا انه اظهر حفنة من الفنانين الذين اثبتوا وجوودهم رغم ماتعاني منه العراق و اوصلوا للعالم فكرتهم باعمال فنية معاصرة متميزة أبهرت كل من زار الجناح.
