31 August 2013
بينالي البندقية هو مقياس لتطور الفن التشكيلي و المعاصر بين الشعوب و لكن الدول العربية المشاركة لم تجعل منه فقط عرض فني، فلقد جعلته وسيلة لإيصال فكرها و صوتها للعالم أجمع
العراق هي إحدى الدول المشاركة في بينالي البندقية، و مشاركتها هذه السنة جعلت من جناحها بيت مفتوح لتظم الجميع بين أحضانها كما عرف هذا عن شعبها الكريم المعطاء
مع كل المعاناة التي تعانيه هذه الدولة العريقة، إلا أنها رسمت من هذه المعاناة لوحة جميلة لتعكس ألمها بابتسامه و تخط حزنها بحروف مزين
لقد ذهل الزائرون بأصالة الأعمال الموجودة و روعة بساطتها من لوحات فنية و صور فوتوغرافية و مجسمات، فان هذه الأعمال تحكي و تصور الم و معاناة دولة، فكل ما يوجد في هذا الجناح يصف البيت العراقي التقليدي الذي اشرف على الانقراض، و يطالب بالنظر إلى جماله و روعته. فتعدى الفن العراقي مرحلة النظر للجماليات وجعل من بساطته و بساطة الطابع العربي الأصيل فن تقليدي جميل و حكى في لوحاته و الصور الفوتوغرافية الموجودة به عن ماضيه العريق و حكايات يسردها من خلال فنه المعاصر.
ذلك الإحساس الحزين الذي راودني حينما زرت هذا الجناح جعلني اتفكر و أتأمل بماضي العراق الزاهر، و أتساىل عن مستقبله .. فلقد نجح الجناح العراقي بالفعل بتمثيل هذه الدولة العظيمة في بينالي البندقية ٢٠١٣، فإذا تأثر المشاهد بهذا العمل و توقف ليرى عظمة هذا الصرح من أفكار،ماضي و فكر من خلال هذه الأعمال المميزة فانه دليل على نجاح محقق
ان الفن يسمح للدول بالتعبير عن افكارها و قيمها و عاداتها، فهذا ما رأيناه في اغلب الدول العربية، و من جهة أخرى أظهرت الدول الغربية تطورها في الفنون المعاصرة و عرضت المميز من فنانيها و أعمالها. فوجدت العراق حريتها في التعبير عن نفسها و الفرصة المناسبة للتحدث مع العالم عن أفكارها و مشاعرها من دون أن يتم الحكم عليها، فازالت جميع القيود المكبلة بها و نادت بإعادت النظر اليها، فانبزق من الفن حريتها