BLOG

VENICE INTERNSHIP

National Pavilion UAE - المتحف بين الكلاسيكي والحديث | بقلم حسن الشيخ
  • المتحف بين الكلاسيكي والحديث | بقلم حسن الشيخ

    تعتبر مدينة فينيسيا صغيرة جدا كمساحة جغرافية، الا أنها مليئة بالمتاحف وصالات العرض الفنية. فبين كل مبنى وساحة هناك متحف ما، ،معرض فني أومكان أثري لزيارته. ومن بين هذه المتحاف الكلاسيكية متحف Palazzo Ducale الذي قمت بزيارته وأنا أتجول في فينيسيا. المتحف عبارة عن قصر قديم يرجع تاريخه لعام ١٣٤٠ للميلاد، بينما تم افتتاحه كمتحف في عام ١٩٢٣ م .

    أكثر ما يميز المتحف هو الفن المعماري القوطي الجميل، الذي يأخذك في حكاية قديمة عبر غرفه وممراته عن أهل فينيسيا القديمة، ومدى اهتمامهم بالفن العمراني وبالفن عموما. حيث يزخر القصر بقطع وتحف فنية غاية في الحرفية، وغالبية جدران القصر مزينة بلوحات جدارية لفنانين عاصروا بناء القصر. والملاحظ أن القصور القديمة لم تغير جدرانها أو تطليها بالابيض مثلا لعرض اللوحات عليها، فهم لم تزل محافظة على الزخارف وألون الطوب الأصلية.

    وبرأي أن ما يميز المتاحف الكلاسيكية هي حفاظها على طابع المكان الحقيقي دون زيادات حديثة، فيشعرك بدفء الجو وشاعريته تماما كما كان يوم بنائه. لذا أحرص في كل مدينة أزورها وخاصة المدن الأوروبية على زيارة القصور القديمة، فهي تجربة تغنيك عن قراءة مئات الصفحات عن المكان وطبيعة الفنون الموجودة فيه. فالرائحة القديمة وصوت الخشب والنور الذي يتسلل عبر النوافذ كلها عوامل تساعد على الاحساس بالفن المعروض ، والاستمتاع بالقطع واللوحات في مكانها الطبيعي.

    وبعد زيارة هذا القصر الفينيسي الرائع، عدت لأتجول في أجنحة البينالي، وهو شعور مختلف تماما، كأنك تزور عالمين متضادين، لا رابط بينهما سوى الاسم فقط (الفن). فتجربة البينالي والفن المعروض فيه يختلف بمفوهمه وطريقة عرضه عن الذي تقدمه القصور والمتحاف الكلاسيكية. فالجدران في البينالي بيضاء، وتحتاج أحيانا لوقت طويل كي تفهم القطع المعروضة خاصة اذا استخدم الفنان الرمزية في أعماله، بينما الفن الكلاسيكي واضح وغالبا تفهمه من النظرة الأولى، دون الحاجة الى سماعات أذن أو “بروشور” يكون وسيطا بينك وبين القطع الفنية، فقط تبحث عن اسم الفنان وسنة انتاج العمل.

    وحقيقة هذا ما يميز فينيسيا، فبعد أن تزور متحفا عمره ٦٠٠ سنة، تغادره وتمشي خطوات لتجد تفسك في أجنحة البينالي، أو في صالة عرض فنية تعرض أعمالا عصرية انتاج ٢٠١٣. فهذا التنوع المثير للحواس ولفضول الجمهور شيء ضروري في عالم اليوم. أعتقد أن المتحف الكلاسيكي يجب أن يكون حاضرا في كل مدينة، فهو امتداد للفن الحديث، ويعطي للزائر والفنانين الشباب مجالا لمقارنة التطور الزمني للفن عبر العصور.

  • Pin It