7 April 2013
ناصر نصرالله من الفنانين التشكيلين المتميزين في دولة الإمارات العربية المتحدة. وهو نائب رئيس جمعية الإمارات للفنون التشكيلية، و سفير لدى المجلس الإماراتي لكتب اليافعين. قام بالمشاركة في العديد من المعارض داخل و خارج الدولة، وكان له معرض شخصي في متحف الشارقة للفنون عام 2009. كما فاز بالجائزة الأولى لمعرض جمعية الإمارات للفنون التشكيلية في دورته الثلاثين.
تتميز تجربة الفنان ناصر باختلافها عن مفاهيم ومدارس الفن الكلاسيكية، حيث يقوم بدمج مواد مختلفة مع النصوص والكلمات، كما قام بكتابة قصص للأطفال بأسلوب جديد ومبتكر. يقول ناصر عبر موقعه الشخصي واصفاً تجربته الفنية ” أعمالي هي أيضاً نتيجة و ردة فعل محسوسة للأفكار التي تشغل ذهني و التأثر بالبيئة المحيطة حولي من أشخاص و أماكن و مفاهيم. لدي هوس في تحويل الخامات إلى قطعة فنية، كما أحب تجربة الجديد و توظيفه في العمل الفني إن أمكن.”
يشارك الفنان ناصر في بينالي الشارقة لعام 2013 بعمل يحمل عنوان محول القصص. حيث تم اختيار احدى غرف بيت السركال بالحي القديم بالشارقة لعرض هذا العمل. اعتمد على فكرة بسيطة حيث استخدم الحبر الأسود على خلفية بيضاء من الورق المقوى، وقام بالرسم والكتابة عليه لعدد من العبارات التي جمعها من قبل أصدقائه وتلامذة المدارس عبر قصصات ورق صغيرة توضع بصندوق باللغتين العربية والانجليزية. ويتميز العمل بتنوع اشكال الرسومات والخربشات التي تتكامل مع العبارات لتشكل في النهاية لوحة فنية مميزة.
اختيار بيت السركال لعرض العمل كان موفقا من عدة نواحي، أولا كونه مرتبط بماضي المدينة، وأصبح مركزا مهما لعرض الفنون واسضافة الفعاليات الثقافية. كما استوقفتني الانارة الطبيعية في النهار التي تتداخل مع الاضاءات المركزة على القطع لفتضيف عليها جمالا. لكن بما أن العمل يغطي جدارا كاملا من غرفة العرض، فيلاحظ أن حيز الغرفة ضيق نوع ما مقارنة بحجم العمل. لأن كثرة التفاصيل تحتاج وقتا اضافيا لتأملها وقراءتها، مما يستدعي لتجمع عدد أكبر من الأشخاص أمام اللوحة في وقت واحد، ;برأي لو تم اختيار غرفة أكبر حتى يتناسب المكان مع حجم العمل، ويتفاعل معه الجمهور بسهولة أكثر، فهو بالفعل يستحق الاهتمام ولا تستطيع مغادرة الغرفة دون قراءة جميع العبارات، وتأمل جميع الرسومات.
تجربة الفنان ناصر نصرالله في بينالي الشارقة كانت لافتة، والعمل المشارك (محول القصص) كان مبتكرا وجدير بالاهتمام. أتمنى رؤية العمل في صالة عرض أوسع، وأن يتم الشرح عنه بتفاصيل ودقة أكثر للجمهور عند عرضه في المستقبل في أماكن وفعاليات أخرى.