المشي على الماء
يُقدم معرض (المشي على الماء) عملا فنيا غامر للحواس “إتجاهات 2005/2013″، الذي بدأت بذرات تصوراته الأولى عام 2005 إلى غاية تنظيمه في الجناح الوطني لدولة الإمارات العربية المتحدة في المعرض الـ55 الدولي في بينالي البندقية. وهو عبارة عن مشهد مرئي كامل للبحر بمحيط (360) درجة، يُصور إحداثيات جهاز النظام الملاحي (GPS) في غرفة مغلقة، بهدف خلق تجربة واقعية تحاكي تجربة الضياع وسط البحر، والتي ترمز أيضا الى كسر الحواجز والحدود غير المرئية بين الناس من خلال جعل الزائرين يعيشون حالة من عدم التوازن الذي يمكنهم من محاورة هذا العمل الفني جسديا، ويفسح المجال أمامهم لطرح تساؤلات حول مفهوم العالمية والانفتاح.
محمد كاظم من مواليد دبي عام 1969، برز منذ عقد التسعينيات كشخصية رائدة في المشهد الفني المعاصر للإمارات العربية المتحدة لكونه واحداً من الفنانين الأوائل الذين تبنوا لغة الفن المفاهيمي واتجهوا لإنتاج أعمال فيديو وأعمال متعددة الوسائط. قام كاظم بتكثيف وجهة نظره الشخصية، والتي مثلها أحياناً بجسده وأحياناً أخرى بصور أكثر تجريدية، من خلال مناظر طبيعية وأخرى من صنع الإنسان خاصة في دولة الإمارات العربية المتحدة، للتعبير عن شاعرية المكان والإنتماء والتغيير.
تعد سلسلة الفنان كاظم “اتجاهات” الأكثر رمزية في المشروع المفاهيمي الذي بدأه عام 1999، ودأب على تطويره عبر أعمال متعددة الوسائط وأخرى فوتوغرافية. ويُعد البحر عماداً لمشروعه هذا، والذي استلهمه كاظم منذ زمن أثناء رحلة صيد. ففي خضم تلك الرحلة، سقط محمد كاظم من قارب الصيد دون أن ينتبه إليه أحد، وبقي ضائعا في عرض البحر لأكثر من ساعة ونصف قبل أن يتم إنقاذه. ومن تداعيات تلك التجربة، استلهم كاظم تجربته مع نظام رصد الإحداثيات الجغرافية (GPS)، والذي يستخدمه الصيادون لتذكر مواقع شباك صيدهم التي نصبوها. فأصبح نظام (GPS) أداة للتعريف في سلسلة “اتجاهات” وعلامة دلالية لكاظم، والذي يرى في جهاز (GPS) أداةً لتوثيق مكان وجوده، ودلالة رمزية إلى وجوده الحقيقي، كما يسلط الضوء على القدرة على اجتياز الأمكنة بشكل حرفي أو مجازي من دون معوق.
تم تنظيم معرض “المشي على الماء” بإشراف من قيّمة المعرض ريم فضة، وتحت إدارة المفوض الرسمي الدكتورة لميس حمدان.
”إتجاهات 2005/2013، 2005/2013“ عمل فني في شكل فيديو مُلون ترافقه مؤثرات صوتية، مدتة دقيقتين، يُعرض بشكل مستمر ومتعاقب، ومتعدد الأبعاد.
