محمد كاظم: المشي على الماء

يعد العمل “المشي على الماء” للقيمة ريم فضة بتكليف من الدكتورة لميس تتويجًا لسلسة أعمال كاظم تحت عنوان “اتجاهات 2005/2013”. وهو عمل تركيبي غامر مخصص لموقع معرض الجناح في بينالي الفن 2013 ويتكون من منظور 360 درجة للبحر وإحداثيات مضيئة ومتبدلة ضمن نظام تحديد المواقع ضمن غرفة مغلقة. يقوم العمل بإشراك المشاهدين في مشهد بحري يدعوهم لتجربة ما يعنيه الضياع في البحر، والمشي على الماء دون خوف، وعبور الحواجز المادية، والتجول في حدود الأفكار بحرية، متحديًا تصوراتهم حول الانفتاح والعالمية.

شكل محمد كاظم شخصية بارزة في المشهد الفني المعاصر في دولة الإمارات العربية المتحدة منذ تسعينيات القرن الماضي. فهو من بين الفنانين الأوائل الذين تبنوا لغة مفاهيمية وأنتجوا تركيبات فيديو ووسائط متعددة. يدمج كاظم وجهة نظره الذاتية – التي تتجلى من خلال جسده والذي يشير إليه في أحيان الأخرى بأسلوب تجريدي – مع إشارات إلى المناظر الطبيعية والتي هي من صنع الإنسان، خاصة تلك في دولة الإمارات العربية المتحدة، في تعليق على شعرية المكان والانتماء والتغيير.

تعد سلسلة “اتجاهات” أكثر أعمال كاظم رمزية، فهو مشروع مفاهيمي بدأه الفنان في عام 1999 واستمر في تطويره من خلال تركيبات متعددة الوسائط وسلسلة من الصور الفوتوغرافية. وضع الفنان المياه والبحر في قلب هذا المشروع المستوحى من تجربة خاضها أثناء رحلة صيد، حيث سقط حينها عن ظهر القارب دون أن يلاحظه أحد، وفُقد في البحر لأكثر من نصف ساعة قبل تحديد مكانه. بعد هذه التجربة، صار كاظم يجري تجارب على برنامج نظام تحديد المواقع الجغرافية والذي يستخدمه الصيادون لتذكر مواقع شباكهم. وصار نظام تحديد المواقع العالمي ملمحاً مميزًا لسلسلة “اتجاهات” وعلامة مميزة لكاظم، والذي يرى في نظام تحديد المواقع العالمي أداة لتوثيق مكانه، والإشارة إلى وجوده رمزيًا، والتأكيد على قدرة اجتياز الأماكن حرفيًا ومجازيًا دون أي موانع.

رافق المعرض إصدار استعادي لأعمال الفنان، متتبعًا ممارسة كاظم الفنية من سبعينيات القرن الماضي إلى عام 2012. يعرض هذا الكتاب الذي يقع في 320 صفحة مقالات لريم فضة، وباولا كولشينسكا، وحسن شريف، وسلطان القاسمي، وعادل خزام.

افتتح المعرض الدولي الـ55 للفنون أبوابه أمام الجماهير من 1 يونيو حتى 24 نوفمبر 2013 تحت عنوان “قصر العالم الموسوعي” من تقييم ماسيميليانو جيوني.